حرارة الاستبخار

إن تحول الجسم السائل إلى بخار يصحبه دائماً امتصاص كمية من الحرارة تنطلق من هذا البخار حين يتحول إلى سائل مرة أخرى؛ وتسمى هذه الحرارة بحرارة استبخار السائل، وهي تتوقف على نوع السائل وعلى درجة الحرارة التي استبخر فيها؛ فإذا لم يأخذ السائل المتبخر الكمية من الحرارة اللازمة لاستبخاره من منبع حراري أخذها من السائل المستبخر نفسه ومن الأجسام الملامسة له. ففي هذه الحالة تكون عملية التبخر إذن عملية تبريد في الوقت نفسه، وتزداد شدتها بازدياد سرعة التبخر. والأمثلة على التبريد الناجم عن التبخر كثيرة لا تُحصى كالبرودة الناجمة عن تبخر بعض المواد الشديدة التطاير كالإيتر والكحول وتبخر الماء على سطوح الجرار وعن جسم الإنسان ولاسيما عندما تكون الأجسام المبلولة عرضة لتيار من الهواء الجاف. ويستفاد من التبريد المصحوب بالتبخر في عمليات كثيرة من أشهرها صنع الجليد وحفظ الأطعمة والمشروبات باردة في خزائن التبريد.

وإذا أُعطي السائل المتبخر حرارة من منبع حراري فإن قسماً من هذه الحرارة يُصرف في رفع درجة حرارته، ويُصرف القسم الآخر في الاستبخار، ويبقى الأمر كذلك إلى أن تصل درجة حرارة السائل المتبخر درجة غليانه تحت الضغط السائد فتبقى حينئذ درجة حرارته ثابتة وتُصرف كل الحرارة المأخوذة من المنبع الحراري في عملية الاستبخار. وتعرف حرارة استبخار سائلٍ بأنها عدد الحريرات اللازمة لتحويل غرام من هذا السائل وهو في درجة حرارة معينة (درجة غليانه) إلى بخار مشبع في درجة الحرارة نفسها. ويبين الجدول 1 حرارة استبخار بعض السوائل في درجات غليانها العيارية. أي ضغط بخارها المشبع يساوي الضغط الجوي النظامي.



السائل
الماء
الإيتر
الكحول الإيتيلي
الأمونياك
الزئبق

حرارة الاستبخار حريرة/غرام
539
88
208
321
77

الجدول (1)